بحر النصيحة

فما زال هذا البحر الجميل بزرقته وصفائه وعليل هوائه ونسائمه الرقراقة، ملتقى للأهل والأصحاب يستمتعون به، باللهوالبريء والأحاديث الطيبة ولكن البعض يخطئ استغلال هذه النعمة بأمور تخالف الشرع والحياء والآداب العامة.
ويسرنا من خلال عددنا هذا أن نصحبكم معنا إلى جلسة بحرية إيمانية نستعرض فيها وإياكم جملة من المخالفات والأخطاء التي تنافي ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، وما ذاك إلا من باب النصح والتذكرة وانطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الدين النصيحة ثلاثا قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين ولعامتهم):


الاختلاط

اختلاط الرجال بالنساء، على غير خجل ولا حياء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء فقيل يا رسول أرأيت الحمو) (أي أقارب الزوج كأخوته) فقال: (الحموالموت). أي بمثابة الموت ولا يجوز اختلاط الأقرباء من غير المحارم كأبناء العم والعمة أوأبناء الخال والخالة لعموم النهي ولكونهم أجنبيات محرمات يحرم على المرء مخالطتهن لغير حاجة ملحة، لأنها مدعاة للفتنة، وكذلك من باب أولى الخلوة بهم.

المعاكسات

وكذلك معاكسة النساء وتتبعهن، وهذه من الفتن العظيمة التي ابتلي بها شباب الأمة وشاباتها ولقد كان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) وننصح جميع شباب المسلمين أن يتركوا عورات المسلمين فللمسلمين حرمة يجب صيانتها وعليهم أن يتركوا العبث بحرماتهم، فالجزاء من جنس العمل وعقوبة الله عز وجل قد تعجل وقد تؤجل، والله يرى ولكنه يمهل ولا يهمل.

المجاهرة في المعاصي

حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من المجاهرة في المعصية بقوله: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) ولا شك أن المجاهر في المعصية على خطر عظيم ومن كان مُجاهراً بفسقًه، مُعْلًناً بمعاصيه، فهذا ليس له من السًّترً شيءي» بل يجبُ الإنكارُ عليه، سًراً أوعلانيةً، حتى يعُودَ إلى قافلةً التَّائبين، مُتدثًّراً بجلبابً الحياءً بين المسلمين، محترماً لشعائرً الدًّين.
وحاصلُ ما هنالك: ان المنكر إذا كان مستوراً فمصيبته على صاحبًه خاصةً، فإذا أظْهرَه صاحبُه كان ضرَرُه عاماً، فمن ابْتُليَ بفعلً المعاصي سًراً فَعَلًمَ شخصي مًنَ أمْرًه ما عَلًمَ، فنصحَه سًراً ونسَترَ عليه فإن لم يَنْتهً وجاهر بمعصيته فلزم على المسلمين نصحه علانية والإنكار عليه.

وختاما..

تأمل في هذا البحر الواسع وما فيه من مخلوقات عظيمة ومخلوقات دقيقة، وما سخره الله لنا فيه فكان مصدر رزق لآبائنا وأجدادنا إلى وقتنا هذا، وكيف سخر السفن التي تجري على ظهره آية من آياته الدالة على قدرته ويستخرج منه الذهب الأسود والحلى والأسماك الطرية.
فالواجب علينا أن نشكر الله شكرا قوليا وشكرا فعليا قال تعالى: (وَإًذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئًن شَكَرْتُمْ لأَزًيدَنَّكُمْ وَلَئًن كَفَرْتُمْ إًنَّ عَذَابًي لَشَدًيدي) إبراهيم7



دايما خلى شبابك خير

جزاك الله خيرا أخي آدم ووفقك
شكرا لك على الموضوع القيم
تحياتي